الأحد، 24 يوليو 2011

لا يقرأ ولا يكتب ويتفوق على أكثر من 51 ألف طالب في التوجيهي





                                                       العائلة لا تملك له الا صورته وهو طفل
 
بيت لحم - معا - محمد اللحام - نجح محمد ابو دقة في احتلال المركز الرابع والتفوق على أكثر من 51 ألف طالب وطالبة من زملائه وزميلاته طلبة الثانوية العامة فرع العلوم الانسانية، بالرغم من انه لا يجيد القراءة والكتابة !! نعم أنها قصة كفاحية عصامية ليس لمحمد فحسب بل لوالده الموظف الذي لا يزيد راتبه عن ثلاثة ألاف شيقل ويعيل أسرة من ثماني افراد وينجح في تدريس ثلاثة منهم الهندسة في الجامعات الفلسطينية.

محمد ابو دقة من بلدة عبسان في قطاع غزه ولد في 17/7/1993 كما كل الأطفال، الا انه أصيب بحالة مرضية أفقدته إحدى عينيه التي أزالها الأطباء تماما وعند وصوله للصف الثامن أصيبت العين الثانية " بماء زرقاء" ليفقد البصر كليا.

اعتمد محمد على التلقين في حياته الدراسية وهو لا يجيد القراءة والكتابة وفي الثانوية العامة ساعده والده في توفير المدرسين له في الصباح والمساء وكان يدرس حوالي عشرة ساعات يوميا إلى ان حصل على معدل 98.9 وفي المركز الرابع على الفرع الأدبي على مستوى فلسطين.

محمد يقول انه فرح جدا بهذا المعدل وانه فخور برفع رأسه ورأس أسرته وانه سيتوجه لدراسة الشريعة الإسلامية او الأدب الانجليزي في الجامعة الإسلامية بقطاع غزه.

ويحلم محمد ان يتزوج وان يعيش الوحدة الوطنية والمصالحة ويطالب كل من لديه طالب او طالبة معاقة ان يهتم بهم ويوفر لهم سبل الحياة الأكاديمية الكريمة، مبينا ان الأمر يعتمد على الإنسان نفسه الذي بإمكانه ان يشجع ويحفز المحيط الاجتماعي للوقوف معه ومساندته .

وعن وجود المعدل في توقعاته السابقة قال محمد انه كان يتوقع أن يخسر 10علامات في كافة المواد الا أنه خسر 11 علامة أي أن المعدل كان وفق توقعاته.

والد محمد الأستاذ غسان أبو دقة يقول انه حاول جاهدا توفير كل السبل لتفوق ابنه محمد الذي عايش معه قصة الكفاح والنجاح معبرا عن سعادة كبيره ومبديا الإصرار لتوفير الإمكانيات لمواصلة تعليمه الجامعي بالرغم من كافة المعوقات.

وأشار أبو دقة بأن محمد ومنذ الصف الأول الابتدائي لم ينزل معدله عن 98 وهو متفوق ويحب العلم والتعلم.