الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

وأخيراً... إسرائيل تجثوا على ركبتيها... وترضخ لمطالب حماس


 لقد مثل  أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل خمسة أعوام ونيف من ثكنته العسكرية قرب مستوطنة كرم أبو سالم الواقعة على حدود غزة معضلة غير مسبوقة للمؤسسة الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية حيث دارت خلال تلك الفترة  مفاوضات صعبة ومعارك عسكرية ، ومجازر دموية.
ولقد فشلت كل المحاولات التي قادها جهاز الشاباك في قطاع غزة لإطلاق سراح شاليط، الأمر الذي استدعى الكتاب الإسرائيليين لأن يتهكموا على المؤسسة الأمنية التي مكثت خمسة أعوام في البحث عن جندي في "علبة غزة" الصغيرة دون أن يجدوا له أثر، وكان اعلان استسلام المؤسسة الأمنية حين قال وزير الجبهة الداخلية الحالي ونائب وزير الدفاع السابق متان فلنائي في لقاء مع طلاب مدرسة سألوه عن مكان جلعاد شاليت: "إن قادة حماس لا يعرفون مكان جلعاد فكيف بنا نعرفه".
وفشل الجيش في معاركه التي بدأت بأمطار الصيف والشتاء الساخن وليس انتهاءْ بعملية الرصاص المصبوب التي كان أحد أهدافها جميعاً إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليت من أيدي آسريه. ما دعى محلل سياسي إسرائيلي يخاطب الجنود الإسرائيليين في العام 2008 قائلاً: "لا تجعلوا إسرائيل تجثوا على ركبتيها" وقصد بذلك إياكم وأن تستطيع المقاومة خطفكم. وانطلاقا من هذا الفهم اتخذت المؤسسة العسكرية إجراءات عديدة أهمها قتل كل جندي مأسور مع آسريه، وتطبق ذلك في حرب الرصاص المصبوب حين قصفت الطائرات الإسرائيلية البيت الذي كان يتحصن فيه مقاوم من حماس مع جندي أسير من لواء جولاني على حدود غزة الشرقية. كما قام باعطاء دورات لجنوده عن آلية التعامل أثناء "الخطف" مع "الخاطفين"، وعمل بكل قوة على مكافحة الأنفاق التي قد تكون على شاكلة النفق الذي ساهم في أسر شاليط.
أما المستوى السياسي الإسرائيلي فقد أدار معركة أشد ضراوة، فعلى الأرض أعلن حصار غزة وأغلق المعابر ودفع بالمستوى العسكري للخروج بعمليات عسكرية وضغط على المستوى الأمني دون جدوى، وبين هذا وذاك أدار مفاوضات صعبة وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم بالقول: " لقد أدرنا مفاوضات صعبة وشاقة في عملية إطلاق سراح شاليت"، وتغطية على خيبة أمله أمام المقاومة ركز في خطابه على الجانب العاطفي في استعادة شاليط، وأعلن أنه فهم قول "حكماء إسرائيل": يجب دفع كل ثمن مقابل فك أسر أي أسير يهودي في العالم. ويبدو أن جميع القادة الإسرائيليين قد فهموا ذلك، حيث قالت وسائل الإعلام اليوم أن رئيس الأركان ورئيس الشاباك، ورئيس الموساد وأغلبية من الوزراء وافقوا على اتمام الصفقة
ولقد وصف المحلل السياسي للقناة الأولى  ما حصل اليوم بالقول :"لقد لينت إسرائيل من شروطها" ثم ذهب نحو الوصف الدقيق بالقول: " لقد رضخت إسرائيل لمطالب حركة حماس"