الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

مرشحون لرئاسة أمريكا: حزب الله يجهز قواعد بكوبا.. والصين تهاجم واشنطن بالليزر


أحدهم قال إن حزب الله يجهّز قواعد في كوبا، وآخر يعتقد أن برويز مشرف مازال رئيس باكستان، وثالث نادى بالتدخل العسكري في المكسيك، ومنهم من يؤمن بأن الصين هاجمت الولايات المتحدة بالليزر.
إنهم ليسوا شريحة عشوائية غير مثقفة من الأمريكيين بل هم بعض المرشحين الجمهوريين للرئاسة. وفي حملة انتخابية سيطر عليها موضوع الاقتصاد فإن السياسة الخارجية باتت موضوعاً ثانوياً للناخبين، ولم تعد مثل هذه الأغلاط تبعدهم عن مرشحين يَعِدونَ بحل الأزمة الاقتصادية وخلق الوظائف. هذا بالإضافة الى انعدام فروق حقيقية بين المرشحين الجمهوريين أنفسهم وبين الجمهوريين والديمقراطيين أدى الى إهمال السياسة الخارجية مؤقتاً على الأقل.

مَن كل هؤلاء؟

وفي استطلاع أجرته قناة "سي بي اس" الشهر الماضي ظهر أن 4% من الناخبين فقط يعتقدون أن الحرب في العراق وأفغانستان هي أهم مشكلة تواجه البلاد، بينما يعتقد 54% أن الاقتصاد والبطالة هما المشكلة الأهم.
وفي استطلاع آخر أجرته قناة "فوكس" ظهر أن 5% فقط من الأمريكيين يريدون أن يركز الرئيس والكونغرس على الإرهاب والأمن القومي.
وتقول كارولين بومان، وهي باحثة في مركز أمريكان إنتربرايز في العاصمة: "الاقتصاد هو المشكلة رقم واحد واثنان وثلاثة وأربعة للناخب الأمريكي".
وتضيف بومان أن الاستطلاعات تظهر أن ضَعف أوباما ليس في خانة السياسة الخارجية او الأمن، التي يحظى فيها بدرجات عالية من التأييد، بل في سياسته الاقتصادية وبالتالي هي النقطة التي يفضل أن يَذكرَها المرشحون الجمهوريون.
ولنعد الى المرشحين: ميشيل باكمان، وهي عضو كونغرس جمهورية عن ولاية مينيسوتا نجحت في جمع اكثر من سبعة ملايين دولار من التبرعات لحملتها، قالت إن كوبا قد تستقبل قاعدة عسكرية تدريبية لحزب الله، وإن الصين تسلح طالبان وتهاجم الأقمار الصناعية الأمريكية بالليزر. كل هذا من غير أي إثباتات.
وحاكم ولاية تكساس ريك بيري الذي جمع 17 مليون دولار قال إن الولايات المتحدة قد تضطر الى إرسال الجيش الامريكي الى المكسيك، (وهي حليف قوي للولايات المتحدة) في سبيل السيطرة على العصابات المسلحة التي تتاجر بالمخدرات.

"مشرف مازال رئيس باكستان"

أما المرشح ريك سانتورم فتحدث في إحدى المناظرات الجمهورية عن برويز مشرف بطريقة تركت المشاهد يعتقد أنه مازال رئيس باكستان، وليس رئيساً سابقاً يعيش في لندن منذ أربع سنوات.
وقال هيرمان كين الذي تشير الاستطلاعات الى أنه المرشح الثاني المحبب للناخبين الجمهوريين بعد ميت رومني، في مقابلة مع محطة دينية مسيحية، إن الصحافيين ينتظرون زلة لسان يتفوّه بها، "عندما يسألونني من هو رئيس ازبكي-بكي-بكي-ستان ستان، فسأقول لهم لا أعرف، هل تعرفون أنتم؟ كيف سيساعد معرفتي به في خلق وظيفة واحدة جديدة؟"، هذه العبارة ربما تشير الى أن كين لا يعرف مدى أهمية أوزبكستان بالنسبة للولايات المتحدة كمعبر للمواد الى أفغانستان.
وقال كين أيضاً هذا الأسبوع إنه لا يعرف كثيراً عن "المحافظين الجدد". يبدو أن هذا الجهل بالسياسة الخارجية طال حتى القضية الإسرائيلية - الفلسطينية، التي يعبر فيها الجمهوريون عن موقفهم القوي الداعم لإسرائيل في العادة. فهيرمان كين قال إن إسرائيل "لا تمانع" في استيعاب اللاجئين الفلسطينيين الى أراضيها.
ويؤكد ستيفيت هيس، وهو مستشار رئاسي عمل في إدارات فورد وكارتر ونيكسون أن هذا الازدراء للسياسة الخارجية هو بعيد عن المألوف، ويقول: "السياسة الخارجية محط اهتمام في الحملات الانتخابية الأمريكية منذ الحرب الباردة واستمرت خلال العقد الأخير بعد الحادي عشر من سبتمبر، وفي حالات عديدة هي الموضوع الذي يقرر الانتخابات".
ويقول هيس إن المرشحين في هذا الموعد من الجدول الانتخابي في العادة يسافرون حول العالم للمناطق الساخنة سعياً للحصول على خبرة خارجية يستطيعون أن يقنعوا بها الناخبين أنهم مستعدون للحكم، أما الآن فهم يتفاخرون بالاقتصاديين الذين يقدمون الاستشارات لحملاتهم. لكن هيس يقول إن الوقت مازال مبكراً، وأن السبب الآخر المهم لعدم التركيز على السياسة الخارجية هو أن الصحافيين الذين يقومون بإدارة المناظرات لا يكثرون من الاسئلة حول السياسة الخارجية لعدم وجود اختلافات حقيقية بين المرشحين.
وقال ميت رومني الذي يعد المنافس الجمهوري الأول لأوباما والذي نجح في جمع 32 مليون دولار لحملته، وهو أعلى مبلغ من بين المرشحين الجمهوريين، إنه يدعم الانسحاب من أفغانستان، الأمر الذي يقربه من موقف أوباما من جهة، وموقف الكثير من المحافظين الاقتصاديين من جهة أخرى، الذين لا يريدون "تضيع" الأموال وزيادة الضرائب داخلياً لصرفها في الخارج.
أما ميشيل باكمان فتحدثت أخيراً عن وجود تنظيمي القاعدة في شمال إفريقيا وحزب الله في ليبيا، الأمر الذي دفع أحد المعلقين الأمريكيين في مجلة "ذا أتلانتك" الى التساؤل: "إن كان حزب الله في كوبا إذن لِمَ لا يكون في ليبيا أيضاً".