الأربعاء، 29 يونيو 2011

فياض: السلطة ستُعيد إعمار الاراضي التي تحررت من الجدار في بلعين




 
رام الله - معا - أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي حول الانتصار الذي حققته المقاومة الشعبية السلمية في قرية بلعين غرب رام الله.

واستهل حديثه بقوله: "قبل أيام، عاشت بلعين لحظة انتصار على الاحتلال وجرافاته وجداره، إذ تمكن أهالي القرية بمقاومتهم الشعبية العنيدة من إزاحة الجدار، واستعادة ألف دونم من أصل 2300 دونم عَزَلها الجدار. وهذا بالاضافة الى اربعمئة دونم من أراضي صفا وخربثا، والتي تم استرجاعها. وسيبدأ أهالي هذه القرى في تعمير الأرض التي تحررت كما سيواصلون مقاومتهم السلمية لاسترداد ما تبقى".

وأضاف: "نعم، لقد تمكنت المقاومة السلمية في بلعين، كما الانتفاضة الشعبية الأولى، ليس فقط، من تحييد أكبر قوة عسكرية في المنطقة، لا بل، والانتصار عليها. لقد تغلبت القوة الأخلاقية الهائلة للمقاومة الشعبية السلمية على قوة الاحتلال وعنفه. وفي هذا الحدث دلالة واضحة على القدرة على الانجاز ومراكمته، وإن كان بخطىً صغيرة ولكن ثابتة".

وتابع: " وهو ما حدا بي أن أخصص حديثي الإذاعي الأسبوعي له كأول انتصار هام لأهالي بلعين، ولكل أبناء وبنات شعبنا المسلحين بمقاومتهم السلمية وإرادتهم الصلبة. نعم، إن تراجع الجدار في بلعين يمثل الخطوة الأولى نحو تراجع الاحتلال واندحاره. لقد أثبتت المقاومة الشعبية السلمية، والتي لطالما شكلت تعبيراً عن رفض شعبنا للاحتلال وطغيانه وجدرانه واستيطانه، وإرهاب مستوطنيه وكل ممارساته ضد تطلعاتنا نحو الحرية والخلاص من الاحتلال، أنها تملك قوة أخلاقية هائلة وكفيلة بدحر قوة المحتل وعنفه وجبروته، كما أظهرت مدى الإفلاس الأخلاقي لعنجهية وجبروت هذا الاحتلال الآيل إلى زوال بإذن الله".

وأكد فياض خلال حديثه إن هذه الخطوة، وإن بدت صغيرة، فهي مجرد البداية. فالمقاومة الشعبية السلمية قد تأتي بنتائج بطيئة، ولكنها مضمونة، وقال: "ما تزال هناك أراضٍ معزولة من الجدار في بلعين وفي عشرات البلدات والقرى والخرب الأخرى، وعلينا أن نصبر، وأن نستمر في مقاومتنا الشعبية في بلعين كما في كافة أراضينا الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، إلى أن ينهار الجدار بأكمله ويندحر الاحتلال، والذي لم يعد بإمكان العالم أن يتقبله بكل ما ينطوي عليه من غياب للعدل. وحتى إسرائيل نفسها لم تعد قادرة أن تدافع عنه أو تبرره، بل أصبح عبئاً أخلاقياً عليها".

وشدد رئيس الوزراء على أن ما حققته المقاومة الشعبية السلمية من نجاحات ملموسة لم يقتصر على جذب الاهتمام والتأييد الدوليين فقط، بل، لقد أصبحت هذه المقاومة حالة شعبية واسعة النطاق، وتحظى بتعاطف دولي متعاظم. كما باتت تشكل حلقهً أساسية وفاعلة من حلقات نضالنا الوطني، ومكوناً أساسياً في برنامج عمل السلطة الوطنية. وقد نجحت في إعادة الاعتبار لنضالنا الوطني ولعدالة قضيتنا ولحقوق شعبنا المشروعة، وفي مقدمتها حقه في العودة، وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة. كما نجحت أيضاً في إبراز مشهد الصراع أمام العالم أجمع على حقيقته، كصراع يدور بين شعب يسعى للحرية والانعتاق، في مواجهة الاحتلال وطغيانه ومشروعه الاستيطاني. ولم يعد بالإمكان تزييف هذا المشهد.

وقال: "إن هذا النموذج الذي حققه شعبنا في "بلعين" بعد أربعة أعوام على صدور قرار المحكمة العليا الإسرائيلية "لتغيير مسار الجدار"، أصبح يمثل قصة انتصار شعب، وأظهر إرادته في الحرية والانعتاق من الاحتلال. من خلال برنامج اللاعنف في تحدي ومقاومة الاحتلال ومناهضة الاستيطان والجدار، وبما أوصل، إلى كل أنحاء العالم، رسالة مفادها أن شعبنا مصمم على الحرية ونيل كامل حقوقه، وعلى إسرائيل أن تدرك أن محاولاتها لفرض الأمر الواقع لن تمر".

وشدد فياض على دعم السلطة الوطنية لكل ما من شأنه تعزيز صمود شعبنا، وقال: "فالنجاح في إفشال الهجمة الاستيطانية ودحرها يتطلب تحقيق المزيد من التكامل بين الجهدين الرسمي والشعبي".

وأضاف: "أؤكد مجدداً على استمرار هذا الدعم لتعزيز صمود أهلنا وثباتهم على أرضهم، وأدعوهم إلى تطوير وتوسيع مبادراتهم في مختلف المناطق". وأضاف: "نعم، إن البقاء مقاومة. ويحق، اليوم، لكل الفلسطينيين أن يفخروا بما حققته بلعين، والذي هو أيضاً انجاز لملايين البشر الذين وقفوا مع شعبنا ونضاله العادل من أجل الحرية والكرامة الإنسانية. وسيواصل شعبنا مراكمة نجاحاته وترسيخ الحقائق الإيجابية على الأرض لضمان الخلاص من الاحتلال، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".

وأكد رئيس الوزراء أن السلطة الوطنية ستقوم بمساعدة الاهالي في تعمير أرضهم التي تحررت. وقال: "فالاعمار أيضاً مقاومة، وذلك إلى جانب الاستمرار في المقاومة الشعبية السلمية ضد الجدار والاستيطان وكل أشكال الاحتلال، حتى استعادة كافة أراضنا المحتلة وجلاء الاحتلال عنها".

وتوجه فياض في نهاية حديثه الإذاعي بالتحية والتقدير لكل أهالي بلعين، وكل قادة ونشطاء اللجان الشعبية، والمجالس المحلية، ومؤسسات المجتمع المدني، وكافة الجهات والأطر والحملات الشعبية والوطنية للدفاع عن الأرض، وإلى حراس الأرض في كافة المدن، والقرى، والمخيمات، والخرب، ومضارب البدو، على ما أبدوه من تضحية في مواجهة كل الإجراءات التي تمارسها إسرائيل.