الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

من وراء الكواليس: الشاباك كان له الدور الاكبر في اتمام صفقة التبادل




 
 
بيت لحم- معا- منذ الدقائق الاولى لنشر خبر اتمام صفقة التبادل فتحت وسائل الاعلام الاسرائيلية موجة مباشرة لتغطية آخر التطورات وعرض تفاصيل صفقة التبادل، وقد استمرت هذه الموجة عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة حتى ساعات الفجر، وبعد انتهاء اجتماع الحكومة الاسرائيلية والتصويت لصالح اتمام الصفقة باغلبية واسعة جدا.

وبحسب ما صرح به وما لم يصرح من قبل المستوى السياسي والامني الاسرائيلي، فقد كان لجهاز "الشاباك" الاسرائيلي ورئيسه الحالي دورا مميزا في اتمام الصفقة، وقد يكون التغيير الحاصل على قيادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية سببا في اتمام الصفقة، فتعيين قائد جديد للجيش وكذلك لجهاز الموساد والاستخبارات وكذلك "الشاباك" خلال الشهور الماضية كان سببا في تغيير الاتجاه واتمام الصفقة.

المفاوضات بين اسرائيل وحركة حماس بالوساطة المصرية بدأت بشكل جدي في شهر تموز الماضي، وقد كانت العديد من الاسباب التي ساهمت في التوصل الى هذا الاتفاق، الدور الذي لعبه قائد جهاز "الشاباك" يورام كوهين الذي استطاع اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بتغيير موقفه، خاصة في ظل دعم جهاز الموساد وقائد الجيش جنتس بالاضافة للدور الكبير الذي لعبه ايهود باراك، بعد التوصل الى نتيجة لدى المستوى الامني والعسكري "لا يوجد أي سبيل للافراج عن جلعاد شاليط الا بصفقة تبادل تشمل اسرى كبار، وذلك في اعقاب انعدام أي معلومة امنية تقود لمكان احتجاز شاليط".

السبب الثاني والمهم المرونة التي ابدتها حركة حماس في المفاوضات الاخيرة والتي ساهمت في موافقة اسرائيل على اتمام الصفقة.

المتغيرات الكبيرة في الواقع العربي "الربيع العربي" والتي وجدت فيها اسرائيل الفرصة الاخيرة للتوصل الى اتفاق واتمام الصفقة بعد أن اغلقت كافة الابواب، والتخوفات ان تؤثر هذه المتغيرات العربية على مصير شاليط ويصبح رون اراك جديد.

الوضع الداخلي الذي تعيشه اسرائيل والاخطار الحقيقية التي تواجه رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، ان كان على صعيد اتساع دائرة الازمة الداخلية في اسرائيل، او على صعيد الفشل السياسي خاصة في الموضوع الفلسطيني والاثر الكبير الذي حققه الرئيس الفلسطيني ابو مازن بعد خطابه في الامم المتحدة، والذي زاد ازمة الحكومة الاسرائيلية وكذلك الحال مع حركة حماس التي كانت تعارض توجه ابو مازن للامم المتحدة، وقد يكون ذلك سببا في المرونة التي اظهرتها حماس والتي قادت للتوقيع على صفقة التبادل.

التفاصيل السريعة كانت الخميس الماضي حيث كان يجلس رئيس الجهاز العسكري لحركة حماس احمد الجعبري "الذي سبق وتلقى الضوء الاخضر من خالد مشعل لابداء مرونة واتمام الصفقة" في احدى الغرف في مقر جهاز المخابرات المصري، وفي الغرفة الاخرى كان يجلس المبعوث الخاص الاسرائيلي دافيد ميدان، والمخابرات المصرية كانت في الغرفة التي تفصل غرفة ممثل حماس واسرائيل، حيث شهد هذا اليوم مرونة لدى حركة حماس ساهمت بالتوصل الى اتفاق على قائمة الاسماء التي تشمل 450 اسيرا فلسطينيا، وكذلك مكان الافراج عن عدد كبير من الاسرى، حيث ساهم ذلك بموافقة اسرائيل على هذا التقدم والذي ادى الى التوقيع يوم الاحد على تفاصيل الصفقة.

على المستوى السياسي كان دورا مهما لوزير الجيش ايهود باراك في اقناع نتنياهو في الموافقة على مبدأ الصفقة ومن ثم التفاصيل، وقد بذل باراك جهودا كبيرة للحصول على دعم كبير في الحكومة الاسرائيلية، فقد اجتمع قبل اسبوع مع الزعيم الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسيف، وطلب منه دعم اتمام الصفقة والتأثير على حركة شاس للتصويت في الحكومة لصالح الصفقة، حيث اجتمع زعيم الحركة ايلي ايشاي بعد ذلك مع الحاخام عوفاديا يوسيف.

اجتماع الحكومة الاسرائيلية الذي استمر لاكثر من 3 ساعات حمل تفاصيل مختلفة، اهمها ما قدمه رئيس جهاز الشاباك امام الوزراء عندما قال "كافة قيادة حركة حماس ستبقى في الاسر ، والعديد من المخربين الكبار لن يفرج عنهم، ومن سيفرج عنه لن يتواجد في مناطق الضفة الغربية ولا قطاع غزة، ومن سيفرج عنه الى الضفة لدينا القدرة على ملاحقته ومتابعة نشاطه ومنعه من العودة للارهاب"، الوزير ايلي ايشاي غادر الاجتماع وتوجه الى الحاخام عوفاديا يوسيف برفقه نوعام شاليط والد الجندي الاسير، وبعد لقاء استمر لدقائق خرج ايشاي ليعلن امام الصحفيين "بامكان الشعب الاسرائيلي ان يفرح الليلة بعودة شاليط"، وبعد انتهاء المداولات صوت لصالح الصفقة 26 وزيرا ومعارضه 3 وزراء فقط بعد ان تحدث كافة الوزراء عن موقفهم من الصفقة وتحفاظاتهم.